روايه ظلمه بإيجاد بقلم مياده مامون
المحتويات
عنهم لكن كل تفكيره كان فيهم هما الاثنان وبالاصح فيها هي! من استحوزت على نبض قلبه قبل أن تسرق منه عقله.
حمدلله على سلامتك يا كبير نورت الحته وربنا.
نظر الي ذلك الذي وضع من يده كوب من الشاي أمامه وامسك كوب الشاي بين اصبعي الإبهام والسبابه ثم اتجه بنظره الي النافذه المطله على الشارع ثانية.
الله يسلمك يا مينا معلش ياض هاتقل عليك انت والشباب شويه بس اطمن مش هاطول كتير يومين كده لحد مرسالي على مطرح امان اقعد فيه وادبر اموري.
وشغلنا كان زمان واحد بس انت بقى اللي اخترت تبعد وتمشي ورا كلام المتر ابن الاكابر.
ما خلاص المتر ابن الاكابر باعني وحرمني من النعيم اللي كان معيشيني فيه.
مش فاهم حاجه طب ما ترسيني على الحوار كله.
مافيش حوارات ولا حاجه كل الحكايه اني مش هاسيبه
فتح الصغير باب الغرفه ودلف للداخل مثلما تعود ولكنه صعق من هول ما رأي!
هل هذه غرفة ابيه المنمقه ام حدث هنا إعصار القي بكل شئ ارضا.
ما الذي دمر ذلك الفراش ولماذا ملابسهم ملقية في كل جهه واين هما بالأساس
استشعر الصغير القلق عليها لابد أن يكون والده قد فعل بها شئ ما فبدء يناديها.
انتي فين يا ساله
كانو بغرفة الملابس ولا يعلمو كيف وصلو إليها
ولكنها انتفضت حين استمعت لصوت الصغير
يا خبر يامن صحي وبينادي عليا.
اشششش اهدي خليكي زي ما انتي انا هاخرج ليه ثواني وارجعلك.
هاتخرج كده.
كده اللي هو ازاي يعني!
خجلت من تلميحاته الوقحه واحنت وجهها في الأرض.
وترجل للخارج وهو يضحك على خجلها هذا مغلق باب الغرفه من خلفه.
تفاجئ الصغير بوجوده وظل بتسأل أين هي
بابي انت لسه هنا مس لوحت السغل
لاء يا حبيبي انا مش هاروح دلوقتي وهاقعد هنا معاك شوية.
طب فين ساله انا عايزها اوعي تكون زعلتها يا بابي
لاء يا سيدي مش تخاف عليها اوي كده هي بس في الحمام تقريبا كده بتاخد شاور انزل انت لداده سعديه قولها تحضر الفطار واحنا هانيجي وراك على طول.
جري الصغير وسريعا ما اغلق خلفه الباب وذهب إليها
انا حبيبيك وانتي حبيبتي صح مش كده يا قلبي
ترجلت من المرحاض ترتدي مأزرها عليها وجلست أمام مرأتها اجتذبت تلك الفرشاه لتبدء في تمشيط خصال شعرها الطويل
ومن داخلها تشعر بسعادة كبيره لاتعلم اذا كانت هذه السعاده حصلت عليها مقابل انتصارها على قهر زوجها بإعترافه بحبه لها ام انها راضيه تمام الرضا بحبها هي له
وذلك عندما رأت تلك الصوره الموضوعه على ذلك الرف الرخامي والتي كانت تضم زوجها وحبيبها السابق معا.
الي ان حاوتطها يداه ضاغطا على كتفيها مجبرها على الوقوف بينهما والاستداره له اخذا تلك الصوره منها ولفها بين ذراعيه
وهمس في اذنيها بكل حب
انا
كده هابتدي اغير منه.
ڠصب عني انا كل ما أشوف صورته احس بالزنب واللي قهرني اكتر انه ماټ وهو فاكر اني غدرت بيه يا بيجاد.
احتضنها بيديه وربت على ظهرها قاصدا تهدأتها وابعاد هذه الفكره المركزة داخل رأسها.
كلنا كنا فاهمين غلط يا سارة وتفكيرنا وصلنا لأننا نغلط ونعمل حاجات مش كنا عايزينها يلا بقي كفاية عياط وحزن احنا اتفقنا اننا نحلي أيامنا الجايه بأيدينا ونرجع فرحتنا تاني لينا.
اكتفت بأيمائه قصيره من رأسها ليكمل هو.
طب يلا بقي البسي بسرعه وانا كمان هالبس وانزل ليامن احسن احنا اتأخرنا اوي عليه ودا ممكن تلاقيه فاتح الباب وداخل علينا عادي جدا
لاء وبيسأل كمان احنا فين وبنعمل ايه كل الوقت ده.
كففت دموعها بيديها وحررت قبضته من حولها متجهه الي غرفة ملابسهم سريعا.
لا وعلى ايه انا هادخل البس بسرعه وننزله انا وانت سوي.
جلسو سويا مع طفله على مائدة الطعام ولأول مره ترتسم على شافتيه ابتسامة الرضا
وهو يرى لهو صغيره ويسمتع الي ضحكاته ومرحه معها وهي تطعمه بسعاده وكأنها هي من
انجبته
لتخرجه من صمته وهي تشير الي ذلك الكوب الذي يمسكه بيده.
في حد بردو يسيب كل الفطار الجميل ده ويشرب كوباية قهوة كبيرة بالحجم الله دا بحالها كده
لم يزجرها او يغضب عليها كعادته واكتفي بأبتسامه خفيفه وهو يجيب على سؤالها
معلش انا متعود على كده مش بحب افطر وبكتفي بالقهوه بس.
ابتسمت واذا بها تمد يدها له بشطيرة صغيره تريد ان يأخذها من يدها ليأكلها.
طب عشان خاطري اكسر العاده دي وافطر معانا.
اومئ لها برأسه ومد يده واخذها من بين اصابعها.
شهق الصغير الذي كان يراقب نظراتهم ووضع كفيه على فمه يداري أبتسامته.
ارتاب الاخر في أمره وأغلق عينه اليمني نصف غلقه مستنكرا ضحكة الصغير ومجبره على التوقف وكأنه يتوعد له
مالك ياض انت مش قادر تمسك نفسك كده ليه
بكل براءه اجابه.
انت اخدت السندوتش من سأله وسمعت كلامها يا بابي!
ضم حاجبيه اكثر بعدم فهم متعجبا مما تلفظ به الصغير!
طب ودي فيها ايه يعني
انزلق الصغير من علي مقعده قاصد الاختباء خلف مقعدها وهو يعبث في اصابعه.
لاء مس فيها حاجه بس يعني انت كنت مش بتحب تفطل ودلوقتي سمعت كلامها وفطلت يعني انت كده بقيت تأمن ليها يا بابي
زهلت وجحظت عيناها عندما استمعت لحديثهم سويا وهتفت بريبة في امرهم
ليه هو باباك كان بيحذرك مني يا يامن
أظهر الصغير عينه من خلفها ووجه لها الحديث.
اه وقالي لازم نطمن انك مش غداله الأول مش هي كده طلعت حلوه ومش غداله يا بابي زي ما قولت
اتكأ بظهره مستندا على ظهر مقعده ووضع قدم فوق الاخري بكل راحه.
لحد دلوقتي ايوه بس لازم هي كمان تثبت انها قد ثقتنا فيها وتحبنا عشان احنا كمان نحبها اكتر واكتر.
بكل ڠضب تركت مجلسهم صاعده للأعلى و جلس الصغير مكانها يكمل طعامه وهو يشير اليه عليها بعدم فهم.
الله هي زعلت مننا ولا ايه
طبعا لازم تزعل يا فالح انا مش هعاملك زي الرجاله تاني واتكلم معاك انت عيل ومش بتحفظ السر على فكره.
ها لاء خلاص مس تزعل مني يا بابي انا اسف.
مش مهم تتأسف ليا انا المهم دلوقتي انك تصالحها عشان انا مش فاضي دلوقتي.
بس هي زعلت منك انت مش مني انا.
لو كنت انت مش قولت الكلام ده
مش كانت هي عرفت حاجه وزعلت يبقى مين بقى اللى زعلها انا ولا انت
عندك حق يا بابي.
طيب انا بقى هاروح شغلي دلوقتي وانت بقي هتطلع تصالحها زي ما اتفقنا تمام يا استاذ.
تمام يا بابي يا حبيبي وعلى فكله انا بحبك اوي عشان مش بقيت تزعلي.
ابتسم له وهو يجذب حقيبة عمله ويتجه للخارج
وانا كمان بحبك يا يامن وحتي زعيقي ليك كان عشان بخاف عليك وبحبك.
سلام يا بابي يا حبيبي.
سلام يا حبيب قلب بابي ثم اغلق الباب من خلفه وجرى الصغير ليصعد إليها ليفعل ما
طلبه ابيه منه.
ساله يا ساله الله ليه طلعتي قعدتي هنا وسيبتينا
اعتدلت من علي فراشها وجلست تمد له يدها ليأتي إليها سريعا.
تعالي يا حبيبي مافيش حاجه انا بس شبعت قولت اطلع استريح هنا شويه.
بس انتي بټعيطي هو انتي زعلتي من كلامي زي بابي ما قال ولا ايه
ضحكة ساخرة خرجت من ثغرها رغما عنها.
باباك قالك انك انت اللي زعلتني
ايوه انا اسف لو مس قولت الكلام ده مس كنتي علفتي حاجه وزعلتي مننا احنا الاتنين.
انا مش زعلانه منك يا يامن انا زعلانه من نفسي!
ليه انتي حلوه.
الحكايه مش ليها دعوه اذا كنت حلوه أو وحشه الحكايه حكاية ثقة بس.
مس فاهم حاجه.
بكره لما تكبر هتفهم كل
حاجه هو باباك في مكتبه
لاء بابي راح السغل بتاعه.
اندهشت مما قاله هذا الملاك الصغير وهمست لنفسها.
يعني حتى مافكرش انو يطلع يراضيني بكلمه واحده قبل ما يمشي.
بتقولي ايه انا مس سمعتك.
هاه بقولك بما انه راح شغله وانا وانت بس لوحدنا في البيت تعالي بقى نلعب سوى في الجنينه ونقضي وقت حلو لحد ما هو يرجع ايه رأيك في الفكره دي بقي.
يا سلام فكله حلوه جدا يلا بينا بسلعه.
الفصل التاسع عشر
جري الصغير امامها و هو يضحك و اتجهت هي خلفه تمازحه بالكلمات و تحاول اللحاق به على الدرج الي ان أمسكته و حملته بين يديها تداعب جسده بأصابعها ليضحك بصوت عالي في مرح.
و قبل ان يفتحو الباب الداخلي للڨيلا استمعت الي رنين الهاتف المنزلي الموضوع على مكتب زوجها
أنزلت الصغير من بين يديها و اخبرته ان يسبقها الي الحديقه و ذهبت لتجيب المتصل لربما يكون زوجها و يريد ان يحدثها ليعتذر منها على ما اغضبها
الو
ازيك
لم يكن هذا صوت زوجها لكنه صوت تعلمه و تبغضه في نفس الوقت لكنها تصنعت اللا مبالاه
ايوه مين حضرتك
معقول مش عارفني و لا عامله نفسك مش عارفه مين اللي بكلمك.
نعم حضرتك تقصد مين بالكلام ده اكيد حضرتك طالب رقم غلط عن اذنك انا مضطره اقفل الخط
استنى ماتقفليش انتي عارفه اني طالب الرقم صح يا ساره و طالبك دلوقتي مخصوص عشان متأكد ان بيجاد هيكون راح المكتب
الو الو
اغلقت الهاتف سريعا حين تأكدت انه ذلك الصديق خائڼ العهد الطامع في ما يملكه صديقه
اصدح رنين الهاتف يعلو ثانية فارتدت للخلف بتوتر
و قررت ان تهرب و لا تجيب عليه لكنها توقفت عند باب الغرفه ربما يكون هذه المره زوجها فعادت ادراجها و رفعت سماعة الهاتف مره ثانيه
االو
ايوا يا ساره
تنفست الصعداء حين استمعت لصوته بدئت أنفاسها تهدأ.
بيجاد
ايوا بيجاد هيكون مين يعني مال صوتك و التليفون كان مشغول مع مين كل ده
ها و لا حد و لا حد
الله في ايه مالك مش على بعضك كده زي ما يكون في حاجه مخوفاكي
حاولت أن تتمالك نفسها بصعوبه قبل أن يكتشف أمرها ذلك اللعېن الذي أصبح يسيطر عليها جيدا
سكتي ليه ساره ردي عليا
مافيش حاجه مخوفاني بس في حاجه مزعلاني
مع انه كان متأكد ان هناك شئ تخفيه لكنه قرر ان يجاريها في الحديث
كده يبقى الواد ماعرفش يصالحك بقى شكله كده مش طالع لابوه
قررت هي الاخري ان تسير علي نهجه و جلست على مقعده و هي تتدلل عليه بالكلمات
ليه هو الواد بردو اللي زعلني ولا باباه
باباه غلبان ومش بيحب يزعل حد
اوي غلبان اوي يا عيني دانت حتى ماحاولتش تهتم بيا وفضلت شغلك عليا ومشيت من غير ما تفكر تشوفني زعلانه ولا لاء
لأ ماليش انا في شغل الدلع ده يا قلبي ومواعيد شغلي مش بتأخر عنها لأي سبب واذا كان على الصلح يا ستي استنيني لما
متابعة القراءة