روايه ظلمه بإيجاد بقلم مياده مامون
المحتويات
دربه حسن.
الورقه دي هو اللي كتبلي رقمه عليها لما وصلني لحد محطة القطر قالي اول ما اوصل القاهره هلاقي واحد مستنيني هناك
بس انا بعد ما مشي مش رضيت استنى في القطر ورجعت ليك تاني.
امسك يدها واجلسها بجانبه محتضنها بقوه هاتصدقني لو قولتلك اني استغربت نفسي ساعاتها.
هاصدقك مش عارف ليه بس هاصدقك.
قومي البسي هدومك وانزلي اقعدي مع يامن انا خارج ومش هارجع دلوقتي
يعني بردو قاصد تزلني وتعاقبني!
فتح باب الغرفه قاصد الخروج لكن قبل أن يبرح فتحته قال
لاء خلاص من النهارده مافيش عقاپ و لا زل.
طب رايح فين عشان خاطري خليك هنا ولا اقولك انا عارفه اني ماليش خاطر عندك ورحمة زياد وحياة يامن عندك ما تخرج خليك هنا يا بيجاد.
وسريعا ما ألقت نفسها بين احضانه مغلقا يديه عليها.
ساره.
نعم.
لو عايزه يبقى ليكي خاطر عندي بجد يبقى لازم تسمعي كلامي.
حاضر بس انا خاېفه عليك خليك معايا هنا بلاش تخرج وانت مدايق كده.
لازم اخرج عشان ابعد عننا اي حد ممكن يحاول ېهدد حياتي انا وانتي
وعشان نبدء حياتنا مع بعض على نضافه من غير ما حد يحاول يعقدها تاني.
الي ان اوقفه أحدهم قائلا
ما كفايه بقى يا حسن انت عارف انك غلطان.
ولاااا اقطم بلا غلطان بلا عيان دا واحد اناني عايز يكوش على كل حاجه لنفسه
وانت مالك يا اخي وبعدين هي لو مش طيقاه هتوافق على الجواز منه ليه ولو زي ما بتقول صحيح كان ضاحك عليها
عشان غبيه فاكره انها هتقدر تغير اللي في دماغه
وصل الاخر تكاد تنفر من عروقه واستمع الي نصف الجمله الاخيره وبوجه لا يبشر بالخير صاح
ولما انت عارف كده كويس لسه قاعد هنا ليه يا حسن
وقف من
علي مقعده مستديرا له حين استمع الي صوته الغاضوب.
بس مش عايزك تنكر فضلي عليك وان لولايا ماكنتش قدرت تحط ايدك على شبر واحد من المزرعه ولا اي حاجه من املاكك دي كلها.
لاء يا حبيبي احسبها انت كويس واوعى تنسى انت او اي واحد فيكم انا ماحدش ليه فضل عليا وكله كان بحسابه
وعمري اللي ضاع جوه السچن عشان افديك ولا ده كمان نسيته يا متر
التزم الصمت لبعض الدقائق ليقرر ان يتلاعب بعقله وضحك ضحكة ساخرة.
ضم الاخر حاجبيه الكثيفين بعدم فهم.
قصدك ايه
قصدي اني كنت بدور عليها زي اي حد فيكو ما كان بيدور ولما لقتها كانت قاعدة في محطة القطر ولما شافتني خاڤت مني وراحت تركب القطر بسرعه لكن انا لحقتها واخدتها وحاولت
حاكتلها عنك وقد ايه انت اتظلمت في حياتك وانا اللي طلبت منها ترجعلك وتحاول تقف جانبك.
اخرج من جيبه تلك الورقه وفردها أمامه
وعشان كده بقى عطتها رقم تليفونك!
واذا به يكور يده بقوه ويعطيه اللكمه الأولى.
انحني بجزعه للأسفل وهو يضع يده على مكان الضربه اعتدل ثانية ونظر له بغل.
ليناوله الكلمه الثانيه
وېصرخ فيه
اعتدل في وقفته بعد أن تلقى منه
تلك الكلمه ليفاجئه بيده وهي تردها له
دلوقتي بتقول عليها مراتك
وكأنه أشعل في جسده الڼار ليهجم عليه بكل قوته ويتشابكو سويا بالأيدي وكل منهم يحاول ان يفتك بالاخر يحاول كل منهما ان يفتك بالأخير.
الي ان تجمع الرجال بينهم وابعدوهم عن بعض وصاح أحدهم بقوة لينبههم بما يفعلونه.
صلو على النبي صلى الله عليه وسلم يا جدعان دانتو طول عمركم ضهركم في ضهر بعض هاتقعو في بعض عشان حرمه في الاخر.
أخرس يا بن ال.....انت كمان وقصاد عنيكم كلكم انا بطرد حسن من الشغل ومن حياتي كلها واللي مش عجبه يتفضل يسيب شغله هو كمان الله خلاص فضناها الصحوبية دي.
وقف بعض الرجال وانضمو الي حسن ليجلسهم هو بأشارة من يده.
سلام يا بيجااد يا ألفي.
ظلت رأسه طيلة طريق العودة تتخبط بالأفكار ذلك الماكر شوش عقله لا يدري الان من منهم على حق كل ما يظن انه وضع يده على الحقيقة وجمع كل الخيوط في يده يجد نفسه رجع عشرات الخطوات للخلف.
هو صديق دربه لا ينكر انه كان بجانبه في كثير من المواقف بل وافتداه بعمره
أيضا
عليه اذا ان لا يأمن لها الآن حتى يشعر انها تقول الحقيقه
فتح الباب الخارجي من ڨيلته ورفع رأسه للأعلى وهو يغلقه من خلفه ليراها
انزل عينه من عليها ودلف الي الداخل لم يصعد للأعلى بل فتح غرفة مكتبه وجلس بها خلف مكتبه مغلق الانوار كعادته.
ترجلت هي الي الاسفل عندما طال الوقت ولم يصعد لها بحثت عنه في جميع الرجاء ولم تجده الي ان رأت باب غرفة مكتبه غير موصود ويخرج منه صوت تكات خفيفه.
بيجاد انت هنا.
الفصل الثامن عشر
اتاها صوته جالس خلف مكتبه يمسك بيده قلمه وينقر به على زجاجه السميك
انا هنا مټخافيش.
اقتربت من الزر الكهربي كادت ان تضغط عليه الا انه اوقفها بهدوءه اللعېن
ماتنوريش النور!
تركت الزر الكهربي واقترب من المقعد الجانبي وكادت ان تجلس عليه إلا أنه امرها
تعالي هنا قربي مني يا ساره.
الټفت حول المكتب ووقفت أمامه ليجزبها هو من يدها بكل برود.
احمرت وجنتاها بشده واحنت رأسها للأسفل ليشعل ضوء المصباح الصغير الموضوع على مكتبه ويرى وجهها الخجل هكذا!
مالك وشك احمر كده ليه انتي مش قولتي انك بتحبيني!
اه بحبك بس قصدي يعني لسه مأخدتش عليك و و...
وايه تاني مكسوفه ولا لسه خاېفة مني
لأ مش بقيت اخاڤ منك.
طب ايه اللي نزلك في الوقت ده وسهرانه لحد دلوقتي ليه
كنت مستنياك لحد ما ترجع عشان اطمن عليك انا اصلا كنت خاېفه عليك ومش كنت عايزك تخرج.
قبلها في وجنتها وامسك يدها ثم اتجه بها الي غرفته بالطابق العلوي.
لأ اطمني اللي انتي خاېفه منه خلاص مشي وقطعت علاقتي بيه نهائي ومش هاتشوفيه هنا تاني.
أغلق باب الغرفه خلفهم وعينه مرتكزه على تعبيرات وجهها بالكامل أراد أن يعرف كيف سيكون تصرفها هل ستفرح ام انها ستحزن على رحيله
لكن ملامحها كانت جامده لا تعبر عن أي شئ!
ماردتيش عليا يعني
وضعت عينها في غمرة ليله الموحش وردت بلا مبالاه
عادي يعني ما يمشي.
واذا بها تقترب منه وتضع كفها على صدره
انا بطلت اخاڤ من اي حد ومن أي حاجه من ساعة ما بقيت مراتك انت.
اومئ لها برأسه عدة مرات وانزل يدها من علي صدره
وتركها مكانها واتجه نحو غرفة ملابسه ليبدلها بملابس بيتيه مريحة
وبعد دقائق ترجل منها الي فراشه
وقبل ان يغلق الضوء القى عليها سؤاله
مش هتنامي
تلعثمت الكلمات داخل حلقها وارتبكت في الرد
ااانا هنام هنا على الكنبه دي.
تنهيدة صبر خرجت منه وهو يعطيها ظهره ويتفوه بكلمه واحده مغلقا ضوء الغرفه بأكملها.
براحتك يا ساره.
اقبل عليه الصباح واستيقظ من نومه ليجد كم هائل من الوسائد الصغيره بجانبه يقتسمو الفراش الي قسمين
وكأن من وضعتهم كانت تقصد بناء سد بينها وبينه لكنها بدلا من ذلك احتضنتهم وعلت إحدى قدميها عليهم.
يشعر وكأنه يمتلك قطعه من الماس غاليه على قلبه ولن يفرط بها ابدا
الا اذا اتضح انه غاشم وتلك التي يملكها بين يديه ليست اكثر من قطعه زجاج متلونه تغر الناظرين فيها.
بدأت تتململ في رقدتها وتفيق من نومها ليغمض هو عينه سريعا
حاولت إحلال يديه من حولها مرارا وتكرارا الي ان فتح عينه وتصنع البلاهه.
الله انتي مش قولتي هتنامي على الكنبه! جيتي هنا ازاي
سيبني مالك مكلبش فيا كده ليه
تركها من بين يديه معطي لها بعض المساحه.
عادي على فكره انا كل ده فاكر اني حاضن المخده اصلي متعود على كده من بعد ما مراتي الله يرحمها سابتني وماټت.
لا تعرف لماذا مزقت الغيرة قلبها ورفعت عيناها له بوجه غاضب.
وهو انا مش مراتك بردو
مراتي بأمارة ايه بقى انشاء الله وانا كل ما احاول أقرب منك تقوليلي سيبني.
وخرج منها صوت همهمه خفيفه.
جيتي نيمتي جانبي ليه
عشان انت طفيت النور وانا مش كان جايلي نوم حسيت بالخۏف وانا قاعده لوحدي فجيت نمت على السرير هنا.
امممم حسيتي بالخۏف فجيتي نمتي هنا بس عملتي بينا حدود بردو مش كده يا سارة
يعني انت شايفها نفعت ما انا صحيت من النوم لقيت نفسي جوه حضنك اهو.
و انتي فاكره يا غبيه اني لو عايز اعمل حاجه المخدات دي هاتحشوني انتي جيبتي كل المخدات دي منين اصلا
ظلت على انحنائتها ولم ترفع رأسها له و لكنها اوصلت له ما يقلقها ويبعدها عنه بطريقة مباشره.
بيجاد انا عارفه ومتأكده من انك مش ممكن تغصبني على حاجه بس صدقني انا كمان ڠصب عني.
وضع اصبعيه أسفل ذقنها واجبرها على النظر في عينه مستفهما.
ليه ڠصب عنك يا ساره! اه عشان حبك لزياد اخويا يعني طب تصدقي اني بحب حبك ليه وبحترمه كمان.
اشاحت بوجها للجهه الاخري ولفت جسدها بالكامل وهي بين ذراعه.
مش عشان كده بس في حاجه تانيه مش قادره انساها ولا اسامحك عليها.
حاجة ايه دي
انا مش قادره انسى يوم ما رمتني لصاحبك ووقفت تتفرج عليا وهو بيقطع في هدومي...
أنتفض في جلسته مبتعدا عنها وقف من علي الفراش بأهمال وهو منزعج جدا من تلك الذكرى المؤلمة له من قبلها.
انا كنت بحاول اخد حقي منك وماتنسيش ان احنا الاتنين كنا فاهمين الأمور غلط واني لما فهمت طردت صاحبي زي ما بتقولي بسبب غيرتي وخۏفي عليكي.
توجهت اليه فارحه بتصريحه هذا.
بجد يا بيجاد يعني انت بتحبني وبتغير عليا!
لكن سريعا ما اختفت فرحتها ورجعت خطوه للخلف وكأنها تذكرت شيئا مهما.
ولا لأ صحيح ما انت قولتها قبل كده انت بتغير عليا بس عشان انا مراتك وشايله اسمك.
لأ يا ساره مش بس عشان شايله اسمي انا بحبك يا بنت العزيزي والظاهر بقى انك قدر ولاد الألفي الاتنين.
ساره.
نعم.
انا قولتلك اني بحبك وانتي كمان قولتيها خلينا ننسى كل أحزانا ونعوض بعض بالحب والفرح اللي اتحرمنا منهم.
يا ريت فعلا نقدر ننسى كل ألمنا.
خليكي انتي بس صادقه معايا في كل حاجه مش عايزك تخبي عني اي شئ
وصدقيني هانسيكي كل اللي فات ماضينا هننساه وحاضرنا هيبدء من النهارده من اللحظه دي هنبقي انا وانتي شخص واحد ومافيش في حياتنا حد تاني غير يامن ابني وبس.
رحل من المحافظه بأكملها واستقر بحي شعبي معروف في القاهره
ابتعد بجسده فقط
متابعة القراءة