روايه كامله ج4
المحتويات
مكان عام وبعدين هو جالي لوحده ففكرت أنك عارفة وحتى لو كنت فعلا قلقانة عليه للدرجة دي يبقى الأولى تاخدي بالك منه مش تيجي تلوميني على غلطك!
ثم غادر بخطوات واسعة من أمامها فيما بقيت داليا تنظر بعيون دامعة لمكان وقوفه.
حاولت جودي مواساتها بسبب حدة أسلوب أدهم داليا معلش متزعليش بس أدهم مبيحبش الصوت حتى ماما وبابا مش بيعلوا صوتهم عليه لأنهم عارفين أنه بيضايق جدا.
تظاهرت بالتماسك أمام العائلة حين جلسوا سويا وقد لاحظت غياب أدهم مما زاد من شعورها بالاختناق حين لم تعد تتمكن من حبس دموعها استأذنت والدها لترتاح قليلا ثم أجهشت بالبكاء بمجرد أن دلفت لغرفتها.
كانت تبكي وهي تتذكر تلك المشاجرة بينها وبين أدهم فما يكفي ما تشعر به بالذنب حين تتذكر بل وأن من البداية كان خطأها لأنها كانت شاردة به هو!
قالت داليا بصوت خاڤت من البكاء أنا مش زعلانة يا جودي منه بالعكس أنا زعلانة من نفسي هو معاه حق دي غلطتي أنا.
ضحكت جودي وأضافت إحنا مش سرحنا بقى إحنا نسيناه خالص وكنا مروحين من غيره!
نجحت جودي كالعادة في رسم ابتسامة على وجه داليا مما جعلها تنسى همومها لبعض الوقت ولكنها ظلت تفكر به وبأن عليها الاعتذار إليه ولكن المشكلة تكمن في كيف
كانت داليا عائدة
من الخارج حين وجدت جودي تجلس على سريرها ويظهر عليها الحزن فسألتها بقلق في إيه يا جودي قاعدة كدة ليه
اتسعت عيون داليا بذهول وجلست أمامها طب هي دي حاجة تزعل أوي كدة مش هو هيروح وإجازات صح
زفرت جودي بإحباط جاله سنة أو سنة ونص مش فاكرة وبعدين يا داليا أنا بسمع أنهم بيقعدوا كتير وينزلوا إجازة صغيرة أوي أنا كنت نسيت حكاية الجيش ده وبعدين ده خلاص هيتم ٢٤ سنة أهو!
ضحكت داليا ووضعت يديها على كتفي جودي ينسوه إيه يا حبيبتي هي رحلة! بإذن الله يا جودي المدة هتعدي بسرعة أنت بس أدعي له.
قالت جودي بتذمر بس هيوحشني أوي.
احتضنتها داليا فاختفت الابتسامة من على وجهها وقالت لجودي بصوت خاڤت وأنت كمان أكيد هتوحشيه أوي.
سيطرت داليا على نفسها حتى لا تبكي مع جودي ولكنها شعرت بإحساس من الۏحشة لم تشعر بها منذ زمن طويل في قلبها سيذهب أدهم ودون أن تتمكن من الاعتذار له!
شعرت بالخۏف من تلك الأفكار فصممت على الاعتذار له في أقرب فرصة ممكن خصوصا أنهم على وشك المغادرة غدا وربما لا تجد فرصة أخرى قبل ذهابه وهي ما كانت حين شاهدته من شرفة غرفتها يقف أمام البحر في المساء فانتهزت الفرصة وهبطت على الفور اقتربت منه بهدوء كان يقف يضع يديه في جيبه ويتأمل البحر.
قالت بهدوء أدهم.
الټفت بدهشة حين سمع صوتها فتابعت بتوتر أنا...كنت عايزة أعتذر منك على اللي حصل يومها معاك حق أنا كنت السبب ومكنش معايا حق ازعق لك وسط الناس.
ابتسم أدهم ابتسامة خفيفة ليرد حصل خير ولا يهمك أنا مكنش ينفع اتعصب برضو.
ابتسمت بارتباك لتقول سمعت أنك رايح الجيش.
تنهد وهز رأسه أيوا بإذن الله.
حاولت القول بنبرة طبيعية ربنا يوفقك.
ابتسم ابتسامة جانبية شكرا يا داليا.
ردت له الابتسامة وظلت واقفة لاحظت لأول مرة أن عيونها ليست بنية وإنما ذات لون عسلي جميل حين شعرت أنه ليس من اللائق الوقوف أكثر استدارت وغادرت.
بعد ذهابه ظلت داليا تعاني من اشتياقه له الذي ظلت لفترة تنكر سببه حتى اعترفت أنها تحبه أخيرا فما التفسير الوحيد لاشتياقه الشديد له وتفكيرها المستمر فيه ومحاولتها معرفة أي شيء وكل شيء عنه وتلهفها الدائم لأخباره!
مرت سنتان ابتسمت داليا لقد عاد أدهم وقد أنهى خدمته منذ ستة أشهر تذكرت حين عاد دعتهم علياء للغداء كاحتفال صغير بمناسبة عودته فأصرت داليا على تحضير الطعام وتحججت بأن علياء يجب عليها أن تهتم بريان لأنه مريض قليلا لم تعرف كيف ستشعر حين تقابله مرة أخرى بعد ذلك الغياب وحين حضر وسمعت صوته الذي اختلف قليلا ليصبح أخشن ارتفع نبضها وتسارعت نبضات قلبها اخذت عدة أنفاس عميقة حتى تهدئ نفسها قبل أن تخرج.
رأته داليا من بعيد وكان يسلم على والدها لمعت عيناها وهي تتفحص مرآه لقد اكتسب سمرة خفيفة تليق به كما ظهرت له لحية خفيفة زادت من وسامته.
أبعدت نظراتها حتى لا ينتبه لها أي أحد حين جلسوا لتناول الطعام وجه أدهم حديثه لخالته بابتسامة تسلم إيدك يا خالتو مع أني حاسس أنه طعم الأكل أختلف شوية.
ضحكت علياء في دي معاك حق بقى لأني مش أنا اللي عملته ريان تعب ومعرفتش أعمل حاجة منه.
نظرت لداليا بامتنان داليا هي اللي عملت كل حاجة قدامك دي لوحدها.
نظرت لها جودي بدهشة إيه ده أنت بتعرفي تطبخي بجد أنا فكرتك بتسلقي
بيض بس زيي.
قالت عايدة بينما تتناول طعمها أنت فاكراها فاشلة زيك.
صاحت جودي بتذمر يا ماما!
نظر أدهم لداليا لبعض لحظات قبل أن يقول بهدوء تسلم إيدك الأكل جميل.
أومأت برأسها وقد عجزت عن الرد فقد كان قلبها يرفرف من السعادة في تلك اللحظة وقد سببت كلماته البسيطة فيها سعادة كبيرة.
عادت بذاكرتها لتحدق في صورته التي في هاتفها وهي تتأملها بحب لقد كانت تعاني دائما من الأفكار هل يفكر بها أو يشعر بأي شيء نحوها هل يحبها كما تحبه
وقد عادت بعض مخاۏف الماضي حتى تؤرق مضجعها وتذكرت ما حاولت نسيانه لسنوات هل يمكن أن يحب فتاة مثلها بماضي كماضيها وأم كأمها ارقتها تلك الأفكار كثيرا وسببت لديها شعورا بالنقص.
كانت شاردة حين دلفت جودي فجأة فارتبكت داليا وحاولت إخفاء هاتفها على الفور.
نظرت لجودي بانزعاج هو مفيش حاجة إسمها تخبطي يا بنتي!
ضحكت جودي حبيت أعملها مفاجأة.
شدتها من يدها لتنهض يلا قومي أقعدي معانا برة.
سألت داليا بتعجب أنت وصلت امتى ومع مين
أجابت جودي جينا أنا وماما من شوية.
سلمت داليا على عايدة وجلسوا جميعا سويا.
قالت علياء بترحيب أعمل عصير إيه
نهضت داليا لتشد جودي
متابعة القراءة